التقيت آهان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "سيلكهاوس"، لأول مرة في عام 2020 أثناء فترة الإغلاقات بسبب جائحة كورونا. ومنذ ذلك الحين توطّدت علاقتي به ونمت لتتحول من مكالمات مثمرة على تطبيق زووم وبعض اللقاءات القصيرة إلى جلسات مطوَّلة تبادلنا فيها العديد من الأفكار المبتكرة لأعمال وشركات جديدة.
وفي مطلع عام 2021، حدّثني آهان عن شركة كان يُفكر بإنشائها في مجال الإيجارات قصيرة الأجل، ولامست في حديثه مقدارالشغف الذي يتملّكه حيال التحديات التي يواجهها هذا المجال في الأسواق الناشئة، لكنه أكّد لي حينها جاهزية هذه الأسواق لاستقبال الأعمال المبتكرة والاستثمارات وعمليات الاندماج والرقمنة في قطاع الإيجارات قصيرة الأجل، وهو ما اتّفقت معه كليًا. ومن هنا، كانت بداية نشأة شركة"سيلكهاوس".
وجدت نفسي في الواقع حريصًا على الاستثمار في أي شركة يفكر آهان بتأسيسها، وما شجّعني على أن أخطو هذه الخطوة هوعلمي أنه كان يسعى لحل مشكلة حقيقية تعاني منها تلك الأسواق المجزأة والصعبة،وكذلك إيماني الشديد بقدرته على تولّي مثل هذه المسؤولية بنجاح.
تزامن استثمارنا الأول في"سيلكهاوس" مع المراحل المبكرة لتأسيس الشركة التي نجحت بعد فترة وجيزة من إطلاقها في تحقيق مستوى عالٍ من التميّز التشغيلي بالاعتماد على موارد محدودة؛ الأمر الذي أكّد على ملاءمة الخدمات المُقدَّمة للسوق المستهدفة، ودفعنا لتعيين فريق عالمي ضم نخبة من رواد الأعمال - وهو مطلب أساسي للنجاح. لم نكن وحدنا من آمن برؤية الشركة، بل كان هناك فريق من رواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم ممن سعوا للمشاركة في بناء "سيلكهاوس"، ومنهم المؤسس المشارك آشمين فارما الذي يتولى قيادة عمليات التوسع الدولي وإدارة المنتج التي تُجسد جزءًا لا يتجزأ من مستقبل "سيلكهاوس".
في الوقت الذي كنا نتّخذ فيه قرار الاستثمار في "سيلكهاوس"، كانت الشركة تسير بخطى متوازنة نحو ترسيخ مكانتها و بدأت بالفعل بتشغيل مجموعة من العقارات في دبي. ونظرًا للأداء الاستثنائي الذي قدمته الشركة وفاق أداء مثيلاتها من الشركات العالمية فيما يتعلق بمعدل الإشغال، أثبتت الشركة قدرتها على تحقيق إيرادات كبيرة مُقارنةً بالتكاليف في وحداتها التشغيلية مع بروز مؤشرات مُبشرة بالتوسع على مستوى الإمارة. وبما أن الإنجاز يتحدث عن نفسه، كان الأداء المتميز الذي حققته الشركة في مراحلها المبكرة خير دليل على قدرة فريقها ومهنيته العالية في إنجاز المهام وتحقيقا لأهداف المنشودة، فبات واضحًا أن السبب الرئيسي وراء حماسنا لقيادة تلك الجولة الاستثمارية لـ "سيلكهاوس"هو الآفاق المستقبلية المبشرة.
يبدو مستقبل"سيلكهاوس" واعدًا للغاية بفضل تطلعاتها المتمثلة في رقمنة هذه السوق المجزأة ومنح مالكي العقارات منصة مدعومة بالتكنولوجيا لتسهيل أعمالهم ومساعدتهم على تحقيق عائدات أكبر من خلال التكنولوجيا التي سيكون لها دور أكبر بكثير في المراحل المقبلة. وبتقديم كل هذه الميزات للعميل الذي يتطلّع للوصول إلى خيارات إيجار مضمونة من دون تقلبات في مستويات الجودة، أصبحنا على يقين أننا أمام فرصة استثنائية غير مُستغلة داخل الأسواق الناشئة.
عوامل كثيرة تدفعنا للتنبؤ بمزيد من الظروف المواتية للقطاع، منها الزيادة الكبيرة في رحلات السفر لأغراض العمل، والإقبال الملحوظ على الإيجارات قصيرة الأجل من قبل المسافرين لأغراض الترفيه، ناهيك عن انتشار العمل عن بعد. علاوةً على ذلك، تتمحور أعمال "سيلكهاوس" على الربحية وتحقيق المكاسب المالية سواء على مستوى وحداتها التشغيلية أو على مستوى محفظتها ككل، وهوما ثبت أنه يُشكَّل ضرورةً لابد منها أثناء فترات ركود السوق.
هناك مقولة مفادها "الإيرادات والعائدات تتحقق على حساب النمو والتوسع"، و"سيلكهاوس" لا تؤمن بهذه المقولة، وترى أن الأعمال الأساسية قادرة على التوسع بوتيرة متسارعة والوصول إلى مدن جديدة عبر الأسواق الناشئة في آسيا من خلال تحقيق أفضل معدلات الإشغال والنمو الملموس في مستويات المعروض من الوحدات الإيجارية وارتفاع قيم الحجز بين فئات العملاء من الأفراد أوالشركات. وإذا ما أضفت إلى كل ما سبق منصةً برمجيةً تتيح لمالكي العقارات أو مشغليها فرصةً لتعزيز عملياتهم و زيادة عائداتهم وتحسين تجربة المستأجر، ستتمكن "سيلكهاوس" من توسيع نطاق أعمالها عبر تبني نموذج تقليل الأصول والتوسع عبر الحدود.
على مدار العام الماضي، سعدنا برؤية فريق "سيلكهاوس" ينمو ويستقطب المزيد من الكفاءات المتميزة، وبدورنا نمنح ثقتنا ودعمنا الكاملين لكل من آهان وآشمين. ونتطلّع نحو تعميق هذه الشراكة يومًا بعد يوم، ونأمل أن تسنح لنا الفرصة لإضافة المزيد من القيمة لشركة "سيلكهاوس"ومساعدتها على تحقيق أهدافها في وقت أقرب مما هو مخطط له.
